1957م
الموقع
تقــع ولاية غليزان على الخط الوطني رقم: 04 الرابط بين الجزائر العاصمة و عاصمة الغـرب الجزائري " وهران " مما أهله أن تكون همزة وصل بين الغرب و الوسط و الشرق و الجنوب فهي بذلك تحتل موقع إستراتيجي ممتاز إقتصاديـا و و تجاريا إذ يحدها من الشرق ولاية الشلف و من الغرب ولاية معسكر و من الشمال ولاية مستغانم و من الجنوب كل من تيارت و تيسمسيلت ، تبعد عن العاصمة بحوالي 350 كلم و عن مدينة وهران 150 كلم و تمتد على رقعة جغرافية مساحتها 4851.21 كلم2 معظمها أراضي فلاحية خصبة و بذلك تعتبر ولاية فلاحية
التاريخ
يمتد تاريخ هذه الولاية إلى العصور الحجرية إذ أن سكانها من أصل بربري حسب إبن خلدون ، و قد عرفت تحت إسم " مينا " نظرا لوجود وادي مينا بالمنطقة القديمـة (و قـد إتخـذ الإنسان ما قبـل التاريخ هذه المنطقة مسكنا و مستوطنا له و إستعمل لصناعة أدواته الصيوان و الصخر الرملي و بلور الصخر، و سكن المعارات و يتضح ذلك جليا في مقابر الدولوميت (DOLIMITE) و الكهوف التي تحمل صور صخرية نيوليتية بكل من جبل بومنجل بالقلعة ، وادي تامدة بمازونة ، جبل سيدي السعيد بسيدي امحمد بن علي و مغارة الرتايمية بوادي إرهيو ، و مغارة مصراتة بالقلعة ) .
كما يتفق المؤرخون على أن تاريخ غليزان يعود إلى مرحلة المملكة النوميدية ما بين سنتي 203 و 213 قبل الميلاد ، و إشتق إسمها آنذاك من واد مينا التي تقع على ضفافه و كان سكانها بربر(BERBERES) و هو إسم أطلقه البزنطيين على سكان شمال إفريقيا ، و يقال أن تسمية غليزان تعني الهضبة الحارة (CRETE CHAUUDE ) و جاء في كتاب إبن خلدون " العبر" إن قبيلة بربرية حطت و سكنت بمنطقة مينا سنة 40 ق.م سميت بالعلوميين ، و عرفت هذه الفترة مقاومة الإستعمار الروماني الذي دام خمسة قرون و توسع ليمتد من سهول الشلف و مينا حتى الأطلس حيث أقيمت " خيم " بسهل " بروسدان " يلل حاليا ثم غير إسم مينا إلى " إغيل إيزان " الذي يرمز إلى السهــل المحروق " PLAINE BRULEE" و شهدت المنطقة في هذه الفترة إنتعاشا فلاحيا و تجاريا نظرا لخصوبة أراضيها حتى ظهور الفتوحات الإسلامية سنة 681 م .
إعتنقت قبائل غليزان الدين الإسلامي بمجيئ موسى بن نصير سنة 719م-720م إلى أن نزلت بالمنطقة قبيلة الهوارة سنة 761 م ، و حسب المؤرخين يعقوب بن صالح و الشيخ عبد الرحمن الجيلالي أنه بعد سقوط تلمسان حلت بعض القبائل الإدريسية بغليزان التي شهدت مجيئ قبائل أخرى تنحدر من كتامة بنواحي سطيف و بمجيئ الفاطميين نشبت حروب بين الدويلات الإسلامية العديدة التي ظهرت بعد ذلك و هذا حسب المؤرخين إبن خلدون و " بوراس المعسكري " .
بقيت الأمور على هذا الحال و عرفت غليزان في هذه الفترة بالمدينة الجميلة المحاطة بالبساتين يعبرها ممر إلزامي للذهاب لمدينة تيهرت حسب ما ذكر في كتاب " ممالك المسالك " المؤرخ البكري حتى حلول الأتراك بالمنطقة و ذلك سنة 1517 بقيادة بابا عروج و إحتلالها و إتخاذ مدينة مازونة عاصمة الغرب آنذاك إذ تعتبر من أقدم المدن الجزائرية ، و قد شارك أهل غليزان في العديد من المعارك ضد الإسبان بقيادة الشيخ الولي الصالح سيدي امحمد بن عودة .
في عهد الباي محمد الكبير، أي ما بين 1602م-1752م ، شارك سكان غليزان العثمانيين في إحتلال المغرب و باقي شمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوس
ط و بقيت على هذا الحال حتى سقوطها في يد الفرنسيين سنة 1843م و في 04 فبراير من نفس السنة تشكلت المقاومة الشعبية و إزدادت تنظيما و أعلن سكان غليزان مبايعتهم للأمير عبد القادر و في نفس السنة عينت القوات الفرنسية الملازم الأول "بوليفاس" قائدًا لهذه المنطقة و قد نصب ثلاثة فيالق حربية و 4 أسراب من الجيش و سماهم بالخط 88(88 ligne ) . في سنة 1853م وصلت أول دفعة من المعمريين إلى غليزان منهم 1845 معمر فرنسي و 1000 من جنسيات إسبانية و يهودية و قضوا أول ليلة " بساحة كولونيل درونوا " ساحة المقاومة حاليا و قد إستولوا على قسط كبير من الأراضي الخصبة منها أكثر من 20 مزرعة و قد عرفت هذه الفترة مقاومة و إنتفاضة شعبية أبرزها إنتفاضة الظهرة و مقاومة فليتة بزعامة سيدي لزرق بلحاج المدعو بوحمامة سنة 1864 و تلتها عدة إنتفاضات أخرى الشيئ الذي إستدعى إهتماما بالغا لهذه القضية من طرف فرنسا، فزار زعيمها نابليون الثالث غليزان عام 1865م للإطلاع على الوضـع و إصطــدم بمظاهرات عنيفة مما صعب عليه الخروج منها أمام غضب و سخط السكان الذين تعرضوا لحوادث دموية و ذلك بإعتراف المعمرين أنفسهم في كتاب " غليزان كيان الصغرى " للمؤلف الفرنسي " فانسون إسكلاباس " عام